
الإعلام الفاعل
✍️ ترياء البنا
في الدول المتقدمة تستعين الحكومات في رسم سياساتها الخارجية قبل الداخلية بآراء الكتاب المحنكين وربما تشركهم في صياغة القرارات، واتخاذ المواقف، وبعض وزراء الاقتصاد والذين يحملون من الشهادات ما يجعلهم أعتى الخبراء يستعينون بمحللين اقتصاديين وكتاب، ولكن من هي الفئة التي تستعين بها الحكومات في رسم خططها؟، بالطبع الفئة التي تعلو على أية شبهات، أي التي صدقت مع نفسها ومع مهنتها، ولم تحسب على أي من الأحزاب، رغم أن معظم المؤسسات في جميع دول العالم لها رجالها المدللون الذين تمنحهم السبق دائما في نشر وإذاعة أخبارها على مستوى جميع وسائل الإعلام.
الأمر نفسه ينطبق على المجال الرياضي، والذي يعد الإعلام فيه أداة مهمة وفاعلة، ولكن إذا توافر شرطان، أولهما الشفافية المطلقة من قبل المؤسسات الرياضية في التعامل مع جميع الإعلاميين وبكافة أشكال الإعلام( المرئي، المسموع، والمقروء)، دون تفضيل جهة عن أخرى أو إعلامي عن آخر، وثانيهما حياد الإعلامي وصدقه فيما ينقل وبما يتناسب مع الصالح العام وليس لأية مصالح شخصية سواء لفرد مسؤول أو للإعلامي نفسه، هكذا يصبح الإعلام سلاحا قويا ومشاركا فعالا في عملية التطوير والنهوض بالرياضة.
من خلال خبرتي في العمل بهذا المجال، صادفت البعض ممن لا يهمهم سوى أن يصبحوا (ترند)، ويحصلوا على أكبر عدد من المعلقين على ما يكتبون دون النظر لعواقب كتاباتهم، التي ربما تسهم في ضعف المنظومة، وبالتأكيد في النظرة الدونية لكاتبها، كما صادفت أيضا الكتاب المهنيين الذين تشغلهم القضايا الوطنية ويبرزون نقاط الضعف أمام المسؤولين والجماهير ويضعون بعض مقترحات للحلول الممكنة، وهؤلاء- على ندرتهم- يستحقون أن يلتفت إليهم المسؤولون، ويستفيدون من أفكارهم ورؤاهم، فطالما شغل الإعلامي بقضايا مجاله وكانت همه وشغله الشاغل، فهو من يستحق أن يكون جزءا أصيلا من المنظومة.
كما أن هناك البعض من الذين يتقربون إلى أحد المسؤولين، أو تربطه معه صلة قرابة أو صداقة فيكون هو صاحب السبق في نشر وإذاعة الأخبار عن أي حدث أو أي قرار يتم اتخاذه، وهو خطأ كبير وشائع في كافة الدول، ولكنه أمر يخلق حساسية في تعامل الإعلاميين مع المؤسسات المنوط بهم متابعة أخبارها، وينخر جسد المنظومة فتصبح بلا قيمة حقيقية.
أخيرا.. همسة في أذن مجلس إدارة الاتحاد العماني لكرة القدم الجديد: الإعلام شريك هام في العمل الرياضي، أتمنى أن تنحى طريقة التعامل السائدة منذ فترة مع الإعلام جانبا، وتستحدث أخرى تضع جميع المؤسسات الصحفية والإعلامية على خط واحد، بحيث يمد القسم الإعلامي بالاتحاد جميع المؤسسات المنوطة بالأخبار بشكل سواء، الأمر الذي يعني اهتماما كبيرا بالجانب الإعلامي داخل الاتحاد كمؤسسة، وضرورة التواصل الدائم للاستفادة من آراء الإعلاميين، كما أصبح من الضروري الانتقاء بين من يمثلون الإعلام العماني على المستوى الخارجي بما يخدم مصلحة الكرة العمانية، لأنهم سفراء فوق العادة لسلطنة عمان، هذا إذا ما أردنا النهوض بالمنظومة الإعلامية لتكون فاعلة.










