مقالات وآراء

فلسطين والعرب وخرائط القوة في القرنين الـ (20 و 21)..

 

 

السفيـر/ عمـر خليـفه الحامـدي

كاتب ومفكر سـياسـي – ليبيا

 

 

فلسطين والعرب وخرائط القوة في القرنين الـ (20 و 21)..

 

قصة اجتثاث أمة في غياب الوعي والإرادة القومية..

 

(1)- العرب ضحية التخلف والتجزئة والعدوان في القرن 20..

 

من أغرب ما عرفه التاريخ العالمي؛ ما حل بالأمة العربية التي كانت أرض الأديان السماوية ومهد الحضارات القديمة، وكرمها الله بآخر الرسالات “الإسلام” فبلغته وأسهمت في بناء حضارة أخرجت البشرية من الظلام الى النور وتجسدت شخصية حضارية تكونت من العروبة والإسلام.

والمفارقة أن هذه الأمة عبر مسيرة الحياة لم تحافظ على سر قوتها وهويتها الحضارية حتى تم إخراجها من التاريخ، وتم التحكم فيها على يد من شاركتهم ثقافتها بسيطرة تركيا ونقل الخلافة إليها وهو انقلاب تاريخي أسس لتراجع العرب.

جاء القرن العشرين ونهضت الأمم الاوربية وقد ولدت ثقافة تقوم على القوة والتوسع لامتلاك العالم وخدمة لمصالحها، وشهدت بداية القرن العشرين عقد الدول الاوربية بعد تبلور الدولة القومية واتفقوا في مؤتمر لندن 1907 على الآتي :

“إن عدو الغرب هم العرب ويلزم احتلالهم وتقسيمهم؛ لأنهم يملكون من مقومات حضارية لابد من القضاء عليها بمنع وحدتهم، وكان العرب وقتها تحت الحكم العثماني”.

“لتنفيذ هذا المخطط قرروا زرع كيان غريب في فلسطين، وجاءت الحرب العالمية الاولى بين الاوربيين صراعا على المصالح فتم القضاء على الخلافة العثمانية واحتلال العرب”.

“تم إعادة رسم الخرائط ووضعت ما سمي باتفاق سايكس بيكو 1916 لتكريس تقسيم الوطن العربي بين بريطانيا وفرنسا وكانت كلتاهما قد سبقت الى مباشرة الاحتلال”.

“تولت بريطانيا إصدار وعد بلفور 1917 لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين الذين لحقهم اضطهاد في أوروبا.

تم ممارسة التعسف والعدوان حتى جاءت الحرب العالمية الثانية وتم تأسيس دولة الكيان الصهيوني عام  1948″.

شهد النصف الثاني من القرن العشرين مقاومة عربية قادتها ثورة 1952 بقيادة القائد جمال عبد الناصر، فكان المارد العربي الذي أعلنت قيادته وانتشرت الثورات بطول الوطن العربي وعرضه وتحققت أول وحدة عربية في التاريخ الحديث؛ لكن الرد الاستعماري الصهيوني كان قاسيا توج بعدوان 1967 الذي كان هدفه إخضاع مصر ودورها.

“إنتقل القائد عبد الناصر الى بارئه عام 1970 وترك مشروعاً للتحرير كرّسه بحرب الاستنزاف، وإعداد القوات المسلحة وإعداد الشعب المصري والأمة العربية وكانت الجماهير في الشوارع تطالب بالتحرير ورد الكرامة للأمة العربية، حاول العرب بقيادة مصر الرد وتحرير الارض في حرب 1973 التي أبلت فيها القوات المسلحة المصرية والعربية بلاءً حسناً، وألحقت الهزيمة بالجيش الصهيوني بالمنظور التاريخي، إلا أن للسياسة شروطها وإملاءاتها فتدخلت الولايات المتحدة وغيرت مسار الحرب، وفرضت ما سُمّي بمسار السلام الذي  توّج بكامب ديفيد 1979.

إختُتِم القرن العشرون بمشروعين متكاملين يُعيدان انتاج كل الخطط الاستعمارية السابقة منذ مؤتمر لندن 1907 وهما  “مشروع الشرق الاوسط الجديد 1983 بناءً على نتائج اتفاقيات كامب ديفيد، وهو ما أعطى الأمريكان والصهاينة حق تخطيط مستقبل المنطقة بإعادة تقسيم المُقَسّم على أساس طائفي وشعوبي وبعدم الاعتراف بالعرب وسيادتهم.

“ترتب على ذلك إنتاج مشروع الإبراهيمية الذي استهدف اعادة هندسة المنطقة ثقافياً ودينياً، وتم توظيف جامعات ومراكز بحث بإشراف اليمين المسيحي الصهيوني بهدف  التوصل الى تخليق دين أرضي باسم الابراهيمية  بدأ العمل بهذه المهمة عام 1990 من اجل  حل الصراع في المنطقة بصيغه ثقافيه دينية تقوم على الشراكة بين اليهودية والمسيحية والاسلام على قاعدة التسامح والعيش المشترك.

إستناداً الى مرجعية النبي إبراهيم الخليل وهو ما يتطلب صياغة دين أرضي يحتكم إليه مستقبلاً استناداً الى ان شعوب المنطقة متدينة، ويمكن توظيف فائض القوة من علم وهيمنة لدى القوى الغربية لتسويغ هذا التوجه في منطقة يسودها التخلف لإحكام السيطرة وإخراج العرب من التاريخ..

للحديث بقية :

(2) – كيف يتم تنفيذ هذه الخطط على أرض الواقع المرير؟؟.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى