شركات (عائلية الإدارة) على خطى الآيزو..
الدكتور/ محمـد المعـمـوري
باحث وكاتب عـراقي
شركات (عائلية الإدارة) على خطى الآيزو..
في اليابان والصين ولدت شركات إدارتها والعاملين فيها من عائلة واحدة فتعمقت تلك التجربة في بلدان أخرى؛ لتأخذ من تلك التجربة الناجحة التي سعت اليابان بعد الحرب العالمية الثانية لامتلاك ناصية الصناعة السلمية (ذات الإدارة العائلية في أغلب شركاتها) عند فرض عقوبات كبيرة على الصناعات الحربية بعد خسارتها في الحرب مع حلفائها ضد أوروبا وأمريكا.
ومن خلال عملي كباحث يسعى لإيجاد ما يمكن إيجاده من خطوات إيجابية في الساحة الصناعية العربية بشكل عام والساحة العراقية للصناعة بشكل خاص، ومن خلال زيارتي لعدد من الشركات في سوق الصناعة العراقية لاحظت عدداً من الشركات “الفتية” تسعى للعمل الجماعي المتكامل لكي تكسب أولاً رضا الزبون، وتجتاح سوق الصناعة بخطى حثيثة؛ فوجدت ومن خلال تتبعي لتلك الشركات أن إحدى الشركات المتخصصة في لتشكيل الألمنيوم تسير على خطى الشركات اليابانية، كونها أسست كادرها من مديرها إلى حارس البناية جميعهم من الأقارب ومن العائلة الواحدة فلاحظت تلك الحسنة التي لم تتوفر في الكثير من الشركات وهي كيفية إقناع الزبون بجودة بضاعتهم والسعي لكسب رضاه، ولاحظت أن الشركة مستعدة لتحمل تكاليف أي خطأ ومهما كان أثره على أن لا تخسر الزبون، وأعتقد أن هذا التفهم من قبل إدارة الشركة ناتج من خلال الفريق الذي يعمل في الشركة كخلية نحل، والتزام الجميع بتعليمات الإدارة وكأنهم على قلب رجل واحد؛ فلم نلاحظ طمع العاملين واستغلال الزبون، وعند التعامل مع العامل تشعر وكأنك تتعامل مع مديرها فجميعهم اكتسبوا نمطاً واحداً وكأنهم يسيرون وفق نطام مكتوب، ولا يمكن لاأحد منهم الحياد عنه.
كانت الجودة هي العامل المشترك الأكثر قوة لدى الجميع فعند الانتهاء من العمل تلاحظ عدم السماح لأي خطأ بعده، وتكون المتابعة في الموقع من قبل إدارة الشركة شخصياً في التجهيز والتسليم، نعم لاحظت الدقة في العمل والالتزام بالمواعيد والسعي لرضا الزبون، وهذه جميعا من مبادىء الآيزو ومن مقومات الجودة؛ لذا فإنني أشد على أيديهم لتعزيز هذا الجانب الراقي من التعامل مع الزبون، وكذلك جودة المنتج.
نحن جميعا نسعى لتطبيق مبادىء الجودة في إنشاء الشركات الكبيرة منها والصغيرة؛ فإن الشركات التي تنتهج نهج الجودة هي من تبقى السيدة في السوق، وتكون علامتها التجارية هي التي تميزها من بين أقرانها من الشركات فتصبح إدارتها الصحيحة وجذب الزبون هي دعايتها التي تفصح عن نفسها.
وكذلك لاحظت أن شركات كبيرة قد حصلت على نظام الآيزو؛ إلا أنها اكتسبت فقط الشهادة دون أن تعمل بها، وإن كثيراً من العاملين فيها يجهل مبادئ الجودة في طريقة العمل أو أسلوب الإدارة ونجد هدر الوقت واللجوء لتطبيق الروتين وتركيزه في كل ما يمكن أن يتعامل معه الزبون فلا نجد منهم أي تطبيق لتلك الشهادة التي اكتسبوها.
وكذلك لاحظت في شركات أخرى عدم اكتراث مديري المبيعات إلى الزبون وعدم تمكن كادر المبيعات من “جذب” الزبون بل إن موظف المبيعات تلهيه متابعة هاتفه عن سؤال الزبون.
وعليه فإنني أرى من المهم أن تكون الإدارة العليا قادرة علي فرض مبادئ الجودة على موظفيها وزيادة الوعي لديهم خاصة موظفي المبيعات أو موظفي الاستقبال لكي يكون هدفهم الاول ارضاء الزبون والهدف الاكثر أهمية جودة المنتج ودقة المواعيد التي يجب ان يلتزم بها الجميع.
دكتورنا الغالي ما يميز اي شركة عن اخرى هي التزامها بمعايير الجوده وهو ما نفتقر اليه في عالمنا العربي الا من رحم ربي وأتفق معك بأهمية ان تكون الاداره العليا قادره على فرض مبادئ الجوده على موظفيها
اسأل الله ان يحفظكم ايها المبدع