أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

السُّلوكيَّاتُ الخاطـئة في الحياة المهـنيّة..

عـصام بن محمـود الرئـيـسي

مدرب ومحاضـر في البروتوكول والإتيكيت المؤسسي

 

السُّلوكيَّاتُ الخاطـئة في الحياة المهـنيّة..

 

هناك العديدُ من الصعاب التي تواجهنا في بيئة العمل ،والتي تعددت أسبابها ؛ فمنها ما يعود إلى بروتوكول المؤسسة نفسها لضعف في إدارة المؤسسة وغياب أساليب التحفيز والتشجيع والإبداع، ومنها أيضا السلوكيات الخاطئة الناتجة من الموظفين أنفسهم والتي قد تظهر في أشكال مختلفة من السلوكيات، وهذا أمر بطبيعة الحال يؤثر سلبا على المسيرة المهنية للموظف خاصة ،وكذلك أداء المؤسسة بشكل عام ناهيك عن الضغوطات النفسية والمعنوية للكادر الوظيفي في المؤسسة.

إن السلوكيات الخاطئة التي تصدر من البعض في بيئة العمل والتي يمكن أن نطلق على بعضها بأنها سلوكيات طائشة وغير مسؤولة تؤثر حتما على صاحبها بطريقة مباشرة وعلى فرص نجاحه المهني تحديدا وقد تقضي على مسيرته الوظيفية تماما ؛لهذا لا بد أن نعي قيمة الوظيفة واحترام المهنة وأهمية العمل كقيمة مثلى في الحياة، وأن نجعله واجبا مقدسا وطموحا نسعى إلى تطويره ونرتقي بأدواته.

إن السلوكيات الخاطئة في بيئة العمل كثيرة ولكن هناك سلوكيات مرفوضة تماما في بيئة العمل والتي تشكل خطرا محدقا على المؤسسة بشكل عام وعلى مسيرة الموظف المهنية ،وسوف نذكر بعضًا منها في النقاط التالية :

– غياب روح المسؤولية : يعتبر التحلي بروح المسؤولية من أهم الصفات الجميلة في بيئة العمل ؛ لأنها تنقل صاحبها إلى درجة الثقة المهنية في أعلى مراتبها ؛ فتحمل الأخطاء والاعتراف بها من قبل الموظف ومحاولة تقويمها يساعد كثيرا في بناء مسيرة مهنية ثابتة ويعزز شخصية الموظف في المؤسسة ،ويسلط الضوء على شخصيته ومصداقيته وأخلاقه الراقية التي لا محالة ستصل به إلى الأفضل في السلم الوظيفي.

– انعدام روح المبادرة : إن افتقاد روح المبادرة للموظف في المؤسسة سوف يؤثر على مهارات الموظف بدون شك ،فعلى الموظف أن يتحلى برؤيا واضحة يضعها نصب عينيه ،ويبحث عن أن أي مبادرة من خلالها يمكن أن يطور من نفسه وتحقيق طموحه الوظيفي وتحقيق أكبر قدر ممكن من الأدوات المهارية.

– إدارة الوقت بفعالية : إدارة الوقت بفاعلية من الجوانب المؤسسة، وكلما كان الموظف قادرا على إدارة وقته بكل اقتدار كلما ارتفعت درجة مصداقيته واحترامه المهني، وهذا أمر أيضا يمكنه من تحقيق التوازن الأمثل وإنجاز عدد أكبر من المهام.

– التغيّب والتأخر عن العمل : من السلوكيات التي تقتل مسيرة الموظف المهنية كثرة الغياب والتأخير في الوصول إلى المؤسسة في الأوقات المحددة ؛حيث إن المؤسسات بشكل عام تتابع عن قرب الالتزام بالمواعيد متابعة دقيقة لموظفيها.

– ضعف الأخلاق المهنية : تعتبر الرشوة والمحسوبية في المؤسسة مظهرا مدمرا من مظاهر الفساد ،وهو سلوك غير أخلاقي وغير مقبول ،وكذلك ممارسة الأعمال الخاصة أثناء الدوام الرسمي وغيره من الممارسات الجانبية غير الأخلاقية أمر مرفوض ويعتبر تصرفا غير أخلاقي وغير مهني.

يحاول البعض التقليل من أهمية العمل كقيمة حياتية مثلى في الحياة، ويجعل المزاج واللامبالاة والاستهتار ما يحدد نشاطه وهمته في العمل ويستسلم لذلك بكل جوارحه متناسيا أن المزاجية واللامبالاة من الأمراض والسلوكيات الغير محمودة في بيئة العمل ،وتنعكس في حياته الاجتماعية والأسرية ،وتناسى أيضا أن العمل واجب مقدس وغاية وطموح يسعى له جميع البشر، وعلى صعيد آخر يتضرر الوطن ضررا شديدا من جراء التكاسل الوظيفي ،وهو سلوك ينشر السلبية في مختلف مؤسسات الدولة.

وعلى الخير نلتقي، وبالمحبة نرتقي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى