أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

هل أحيت غزة الجهاد ؟؟..

مسـلـم بن سهـيل العـمـري

alamri_musalam@

 

هل أحيت غـزة الجهاد ؟؟..

 

لم يكن الاستاذ محمود المصري – جزاه الله عنا خير الجزاء – يشرح دروس مادة التربية الاسلامية حينها ليكوّن أيدولوجيا منفصلة عن المفهوم الجامع للثقافة الإسلامية ، بل كنت اشعر حين يمسك أنواع الطبشور الملونة بيده التي ترتجف على السبورة ، ليحولها الى لوحة فنية في كل زواياها ، ومن المحتمل لم ادرك آنذاك عمره ، الذي يبدو من ملامح وجهه غير الملتحي وتهذيبه لوجهه الدائم ، كنت أشعر أنه على أعتاب الستين من عمره أو أكثر.
بل وصار على نفس خطاه ، الأستاذ سيف التونسي – جزاه الله عنا خير الجزاء – الذي رغم أنه كان أكثر جرأة في تسليط الضوء للجوانب الفقهية الدقيقة.

لقد كان المنهج آنذاك ، بعيداً عن مقص الرقيب ، وهناك الكثير من الآيات القرآنية والأحاديث النبوية ، تترادف حولها مصطلحات الجهاد ، والتى توافقت مع أناشيد الإذاعة الصباحية تحث المستمعين وترسخ مفهوم الجهاد بصوت المنشد الصغير.

ومن المرجح أن الأستاذ ، كان يحمل هم تعليم أصول الدين بعيدًا عن التيارات الإسلامية الفكرية ، فهمه التربية الإسلامية كمادة ملزما بأداء الأمانة التربوية والتعليمية.

لم تخلُ نشرة الثامنة من مشهد المقاطع المصورة من الـ (سى ان ان) والـ (بي بي سي) من سيارة الجيب التابعة للاحتلال التى تحمل على رأسها اللاسلكي وتتلقى ، وابلاً من الحجاره ، وهي مسرعة لتقتحم حاجزاً إسمنتياً.

كانت هناك البرامج الحوارية القيمة والرائعة التى استمعت لمئات الحلقات منها ؛ سؤال أهل الذكر ، والتي امتدت لشهر كامل ، وربما صار البرنامج أبعد من الشهر لعقد من الزمن ، لقد كان المضيف هادئاً ومتوازناً في طرحه، ولقد طغت عليه طيلة السنوات شخصية الضيف العالم المتبصر في الثقافة الاسلامية.

ولا تخلُ شاشات المحطات التلفزيونية ، من بث برامج متشابهة ، بل وبعضها كرس مفهوم التحدي بين المدارس الفكرية الإسلامية.

إن التدرج في تثبيت الصراع الفكري عبر وسائل الاتصال الإعلامي المختلفة ؛ وصل ذروته عندما بزغ طيف الفضاء الإلكتروني ، وربما تداخلت أمور أخرى ساهمت في تأجيج تلك الثقافة الإنسانية نحو التنافسية ، أو أنها أفرزت لنا قمة إبداع الإنسان الفكري ، بأساليب أكثر نضجاً.

كنت بالأمس أقلب صفحات اليوتيوب لأجد المضيف هو المتحدث يحمل ثقافة جدًا متقدمة في تفسير مفهوم الجهاد ، مستند الى تجارب عالمية ، ولربما تخدم الفكر الإسلامي عندما تتوافق الأدوات تحت شعار “المؤتلف الإنساني العالمي”.
استمعت قرابة الساعة ، وكأنه يضع ملامح أو مفهوم الجهاد عبر التاريخ.
ويمكن استقراء ذلك بشكلٍ جلي ، عندما نتمعن في الخطاب دون أي تورية حقيقية ، بل هي نابعه من منطلق المعرفة بكافه ما يدور حولنا في الوقت الراهن من صراعات.

هنا يقول أحد المفكرين إن عملية خض اللبن ؛ تستدعي الانتظار !.
الأمر الذي ربما يفسره البعض بالانتهازية ، أو النظر من مصلحة ما ، ولعل المثل يراد به الكمية لا الكيف.

في كل الأحوال ؛ إن الأحداث الجارية والمتسارعة ؛ حتّمت على أغلب الشعوب عدم الانتظار ، بل واللحاق بالركب لأجل وضع موطئ قدم.

حسابات كثيرة ، من المرجح أن تكون العواقب عكس المراد منها ، ولكن علينا أن ندرك أن الفضل لغزة ؛ فهي من سنحت الفرصة للجميع دون شك للتحدث عن مفاهيم الجهاد ، فهل تتفق الأمة العربية والإسلامية على مفهوم الجهاد ؟؟.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى