
لا وألف لا .. لا للمدارس المسائية..
د.خالد بن علي الخوالدي – كاتـب وإعـلامي
Khalid1330@hotmail.com
لا وألف لا .. لاللمدارس المسائية..
لا أحد يمكن أن ينكر الدور الكبير الذي تقوم به وزارة التربية والتعليم في مختلف الجوانب التعليمية والتربوية، وهذه الجهود المتوالية كنا نتأمل منها أن تقودنا إلى التخلص من المدارس المسائية لآن العالم من حولنا وصل إلى مستويات مبتكرة ومتميزة في التعليم نخجل من ذكرها، وحسب تصريحات سابقة للوزارة بأن الوزارة تخطط لإلغاء المدارس المسائية، إلا أن هذه الخطة انقلبت رأسا على عقب نتيجة فشلنا في أمور التخطيط حيث زادت عدد المدارس المسائية بشكل كبير وغير مسبوق.
وقد صرحت الوزارة بإغلاق المدارس المسائية في العام الدراسي (2014/2015) وهذا نص الخبر المنشور بتاريخ 19/11/2011 (نظرا لوجود مدارس ما زالت تعمل في الفترة المسائية، والذي يؤدي إلى التقليل من زمن التدريس بهذه المدارس فإن تحويل المدارس من الدوام المسائي إلى الدوام الصباحي يمثل أحد الأهداف الإستراتيجية للوزارة وإحدى أولوياتها، وذلك للإيجابيات الكثيرة بأن تعمل جميع المدارس في الفترة الصباحية (دوام اليوم الكامل)، كما أن هذا الأمر يمثل أحد مستلزمات ومتطلبات تعميم تطبيق التعليم الأساسي، وقد اقتربت الوزارة من تحقيق هدفها في إلغاء دوام الفترة المسائية بتحويلها إلى دوام الفترة الصباحية، ففي العام الدراسي الجديد (2011/2012م) لن يكون هناك سوى أربعٍ وخمسين (54) مدرسة فقط تعمل في الفترة المسائية، لا تمثل سوى خمسة في المائة (5%) من إجمالي المدارس الحكومية؛ أي أقل بسبع عشرة (17) مدرسة من العام الدراسي الماضي، حيث كان عدد المدارس المسائية إحدى وسبعين (71) مدرسة، مقابل تسعمائة وثلاثٍ وثمانين (983) مدرسة ستعمل بالفترة الصباحية، بنسبة خمسة وتسعين (95%)، علمًا بأن إجمالي عدد الطلبة بهذه المدارس الأربع والخمسين (54) تضم 2.7% فقط من إجمالي الطلاب؛ أي أن 97.3% من طلاب المدارس الحكومية يتلقون تعليمهم بمدارس تعمل بالفترة الصباحية، وسيتم إسدال الستار على المدارس المسائية مع بداية العام الدراسي (2014/2015م)، حيث سيتم فيه إغلاق آخر مدرسة مسائية حكومية).
وبعد هذا الخبر الصريح لا جدوى من الحديث عن سلبيات الدوام المسائي على الطلبة والهيئة الإدارية والتدريسية وأولياء الأمور فكل ما يمكن أن يقال هو معروف ومعلوم لدى الوزارة الموقرة، فقد قطعت الوزارة على نفسها وعد بأنه سوف يتم إغلاق آخر مدرسة مسائية في العام الدراسي (2014/2015) وها نحن نستقبل العام الدراسي (2020/2021) بزيادة غير مسبوقة في عدد المدارس المسائية.
وهذه الزيادة مرهقة على الوزارة والحكومة ماليا حيث أنها ملزمة بتوفير طاقم متكامل من هيئة إدارية وتعليمية وحافلات مدرسية ومستلزمات أخرى لمدرستين صباحية ومسائية، وهي مرهقة من ناحية جودة التعليم والأداء الصفي للمعلمين والمعلمات في أجواء الصيف الحارقة التي تعيشها السلطنة في أشهر (9) (10) (11) (12) و(4) (5) (6) يعني أغلب الشهور الدراسة في الحر.
وسوف أذكر عدد من الملاحظات التي وصلتني حول سلبيات الدراسة المسائية من باب التذكير فقط بينما هي معروفة لدى الوزارة والمسؤولين فيها :
• إذا كان الأب والأم موظفين فهذا يعني أن الطفل تحت رحمة (عاملة المنزل)
• قلة الاستيعاب للدروس فعلميا أن الطفل تقل نسبة تركيزه ونشاطه بعد الظهر.
• تعارض حياة الطفل الذي يدرس في الفترة المسائية مع جدول أقارنه لذا يفقد العديد من المميزات خاصة اللعب والمرح.
• تعرض الأطفال لحالات الإغماء نتيجة الإرهاق في الأجواء الحارة.(الفسحة المدرسية الساعة 2) وانتظار الحافلات يبدأ من الساعة (11) الصباح وهكذا
• المدارس غير مهيأة أصلا للدراسة المسائية
• لا وقت للمذاكرة وحل الواجبات خاصة لمن والديه يعملوا في الفترة الصباحية.
• الأم المعلمة والموظفة تصبح مشتتة بين أبناء يدرسوا في الفترة الصباحية وأبناء يدرسوا في الفترة المسائية.
• قصر وقت الدوام وخلوه في كثير من الأحيان من الأنشطة الرياضية والترفيهية والتي هي من أهم الوسائل التي تساهم في الارتقاء بالتعليم.
• المدارس المسائية لا تحقق إشباعا تعليميا ولا تربويا للأطفال.
• انخفاض مستوى أداء المعلمين والمعلمات وحاجتهم إلى بذل المزيد من الجهد لتوصيل المعلومة.