أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

الشَّبابُ وأخذُ زِمامِ المبادرةِ !!..

عـصـام بن محـمـود الرئيـسـي

كاتب ، ومؤلف سلسلة كتاب مختارات من البروتوكول والإتيكيت

 

الشَّبابُ وأخذُ زِمامِ المبادرةِ !!..

 

لاشكَّ أن الآباء الذين اكتسبوا من حياتهم الماضية التجاربَ والخبرات في ميادين العمل المختلفة يتمنَّوْنَ أنْ ينجح أبناؤهم في الحياة فضلا عن أن الطبيعة البشرية جعلتْهم أكثرَ الناس عطفًا عليهم، وأعظمهم حنانًا ومحبةً – ونعني بالنجاح ليس فقط الحصولُ على وظيفة جيدة ودَخْلٍ جيد – ولكن أيضًا السعادة والرغبة الجادة والتعود على أخذ زمام المبادرة لإيجاد حياة مهنية ناجحة وهادئة وصقل شخصياتهم وتطوير مهاراتهم المختلفة، ويتساءل العديد من الآباء كيف يمكنهم تحقيقُ ذلك ؟ بدون شك فإن الشباب يتمتع بالقدرة على تغيير عالمنا نحو الأفضل، بغضِّ النظر عن مصادر الإعداد ؛ سواء كانت البيئة المدرسية والتربوية أو العائلية أو أي مصدر آخر من مصادر نهل العلم والتربية والأخلاق.

إنَّ مرحلة الشباب هي تلك المرحلة التي تتوسط حياة الإنسان بين الطفولة والشيخوخة، فهي مرحلة القوّة التي تتوسّط مرحلتي الضعف. ويتمتع الشباب في هذه الفترة بالطموحات، وتعزِّزُها صفاتٌ عديدةٌ كالحيوية والعزيمة وحب المغامرة واستكشاف ما حولهم، فنحن جميعًا اليوم نتحمل مسؤولية المساعدة في إلهام وتحفيز الشباب للنظر إلى ما هو أبعد من أنفسهم مع المحافظة على الثوابت الدينية والمجتمعيّة؛ ولدعمهم بمختلف الطرق المتاحة من أجل إحداث تحول إيجابي في حياتهم وفي حياة الآخرين .. قال الله تعالى في محكم كتابه العزيز : {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفًا وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ}. [الروم: 54].

عديدون هم الأشخاص الذين لديهم فرصٌ للمبادرة وأخذ زمامها في مختلف المشاريع سواء كانت مشاريع مجتمعية أو خاصة من العمل، وهي واسعة النطاق، وهي تخلق شخصيات متميزة قادرة على العطاء في مختلف المجالات الحياتية، وتطور وتبرز المهارات الأساسية التي تعتبر بالغة الأهمية للشباب لتزدهر في مجتمع اليوم الحافل بالعطاء والحركة والتنوع في فرص العمل، وهنالك العديدُ من المهارات الأساسية التي تساعد الأشخاص على التغلب على تحديات الحياة ومصاعبها من أجل حياة أفضل.

قال عليه الصلاة والسلام : «اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابَكَ قَبْلَ هِرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ» من خلال هذا الحديث النبوي نلاحظ اهتمام ديننا الإسلامي بالشباب، وأنه عظَّم من شأنهم، وحضَّ على استغلال هذه الفئة العمرية، قبل انقضائها؛ لما تتميز من الهمة والقوة والنشاط؛ من أجل أن نحسن استغلالها في مجالات الخير والرشاد وفي البناء والتعمير، وخدمة مَنْ حوله مِنَ البشر، ويتعاون مع الناس على بناء المجتمعات.

وفيما يلي بعض الأفكار المهمة لتشجيع مجموعات الشباب ودعمها للانخراط مع المجتمع المحليّ :

– لا بد أن نتأكد من أن الشباب يعرفون لماذا يجب أن يشاركوا في العمل وماذا يعني ذلك لهم ؟ وكذلك توضيح الأهداف السامية لهم من العمل وخدمة المجتمع وخدمة أنفسهم والفرص المتاحة في مختلف مجالات العمل.

– تنمية شغف الشباب بالعمل من الأمور المهمة واهتماماتهم أمرٌ ضروريٌّ وحيويٌّ وخاصة في المجالات التي يهتمون ويحبون أنْ يعملوا بها.

– تكوين مجموعات من الشباب وقيادتهم لمناقشة محاور يتم الإعداد لها مسبقا في مجالات العمل المختلفة، وهو أسلوب من الأساليب الناجعة للتعلم، وهو يعطيهم الإحساس الحقيقي بتبني مشاريع وخطط خاصة بهم فيما بعد تدفعهم إلى الأمام لاتخاذ خطوات في هذا المجال.

– لا بد من ربط مناقشاتهم بقصص التواصل الاجتماعي في مجال العمل، وتشجيع الشباب على التعامل مع أخبار وقضايا الساعة؛ للنظر في الاختلافات والتجارب التي مرَّ بها نظراؤهم من الشباب التي يمكن أن تحدث للاستفادة منها.

– النصائح حول كيفية التخطيط لمشروع ما وتشغيله بطريقة صحيحة من الجوانب المهمة التي يجب أنْ تُسْدَى للشباب ،وأن نكون مصدر إلهام لهم في نفس الوقت.

– حُسْن توظيف الطاقات، وقد تعَلّم الصحابة – رضي الله عنهم – والأجيال الواعية من بعدهم هذا الدرس، فوظفوا طاقات الشباب في كل جانب علميًّا وقياديًّا.

– التثقيف المستمر والتربية على المسؤولية والمقدرة على الرعاية الذاتية لِمَنْ حوله من البشر.

وأخيرا وإذا أردنا إسداء النصح لأي إنسان فلا بد من الإشادة بإيجابياته قبل الإشارة إلى الجوانب التي نرغب في تنميتها وتطوريها في شخصيته.

وعلى الخير نلتقي، وبالمحبة نرتقي..

‫3 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى