أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

عندما تكون السياقة بلا نظام !..

حمد بن سالم العلوي*

 

عندما تكون السياقة بلا نظام !..

 

عندما تدخل شوارعنا المسقطية بعد فترة إنقطاع، تتذكر أيام زمان يوم كانت السياقة تمثل القاعدة الذهبية التي تقول؛ السياقة : (فنٌ .. ذوقٌ .. وأخلاق) فيتأكد لك؛ أن الفن ذهب وبقت السياقة بلا فن، لأنك لا تعرف أي شيء عن تصرفات السائقين الذين يشاركونك إستخدام الطريق، وعليك فقط أن تراقب انحراف السيارة لتعرف بالحدس والحضور الذهني وجهتها، ومع ذلك قد لا تعرف شيئا فخلال لحظة من اللحظات يلغي ميلان السيارة ويعيدها إلى نفس الخط، فربما كان السائق يعبث بالهاتف، فإذا إنتبه سيعيدها إلى اتجاه آخر، أو إلى خطها السابق.

أما الذوق؛ فقد انعدم تماماً في السياقة على الشارع، وإنما الذي تراه شيء من الدعسقة غير المنتظمة، وهي تمثل غارة على الطريق لبعض قطاع الطرق، بل تمثل إرهاباً نفسياً لمستخدمي الطريق، أكانوا سائقين آخرين، أو ركاب أو حتى مشاة عابرين، أما بالنسبة لركن الأخلاق، فقد ذهب مع الريح، فمن النادر جداً أن تجد من في وجهه قليل حياء، ليخجل منك، فلا يؤذيك بتصرفاته الهوجاء، فيسمح لك بالمرور دون مضايقة، وبعض السائقين يصعّر خده عنك، وينكر وجودك بجواره، وحتى أنه يصرف نظره عنك إلى مكان آخر، وهنا يكون القلق والخوف هما السائدان.

إذن .. فالفن والذوق والأخلاق، إن لم تكن هدفاً ومطلباً للتحقيق، وذلك من قبل شرطة المرور، فإن السائقين لن يكلفوا أنفسهم بصنع نظام، لأنه بكل بساطة سوف يقيد حركتهم على الطريق، ويمنعهم من انتهاز الفرص متى لاحت لهم، فنظام المرور الحقيقي، سيحتاج إشارات ضوئية عند الانعاطافات على الطريق، أو في التجاوز بين المسارات، وكذلك سيلزم السائقين بمسك المسارات الصحيحة، وذلك قبل الوصول إلى مفارق الطرق، وليس كالعصيدة التي يقوم بها البعض، عندما يكتشف أنه أخطأ في مسك المسار الصحيح.

– إعلم أخي السائق :
{أن السياقة : “فن، وذوق، وأخلاق”، وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فخذ حاجتك من الطريق، واتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

* خبير جدول معتمد في تخطيط حوادث المرور – مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى