أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

ويـتـكـرّر الـمـشـهـد..

فاطمة بنت خلفان المعمري

 

ويـتـكـرّر الـمـشـهـد..

 

في بعض الأحيان نشعر بنوع من الضيق من حبات المطر التي تسقط بدون إنقطاع رغم أن تلك الحبات سبباً في رجوع الحياة الى طبيعتها؛ فهي السبيل الوحيد للاستمرار في تلك الطرقات الصعبة التي نسير عليها ونتجاوز المطبات وبرك الماء الراكدة وأكياس القمامة التي انتشرت بشكل كبير في تلك الممرات.

تخيّل معي أخي القارئ وأنت تعبر ممرات مظلمة وروائح كريهة تتصاعد من هنا وهناك؛ هل تستطيع أن تواصل الاستمرار في ذلك الطريق ؟، أم ستتوقف لتنتظر نور الصباح بعد يوم ممطر ؟، أم أنك ستحاول تغيير تلك الزوايا الراكدة؟.

المشكلة أن تلك المياه الراكدة تتسع وتكبر لتغمرنا جميعاً ويتكرر المشهد في كل مرة عندما تسقط حبات المطر، وكأن الحياة تعيد لنا الحقائق والوقائع لنستذكرها جيداً، ولتبقى في ذاكرتنا أعواماً عديدة، وتجعلنا نتعمق في تفاصيل التفاصيل، ويتسع حجم تفكيرنا ليركز على عملية التكرار في اختيار تلك الممرات ولماذا لابد أن نسير فيها لتستوقفنا نفس المشاهد.

أتذكر في لحظة مفصلية حاولنا التغيير؛ هتفنا جميعاً بصوتٍ عالٍ ،ولكن قوة الأمطار الساقطة وصوتها العالي الذي اتّحد مع الرياح؛ جعل من أصواتنا تتناثر هنا وهناك، ونرجع الى نقطة البداية؛ فيضيق صدرنا ونحزن، ونتألم عندما تبدأ حبات المطر بالسقوط رغم أن المطر نعمة من رب السماء؛ إلا أن الطرقات التي نمر بها تستنزف طاقتنا، فنحن نمر في كل مرة ونشاهد التكرار في كل شي الزوايا نفيها، والمياه الراكدة، وأكياس القمامة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى