أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

فن الدبلوماسية وعلاقته بعلم الفلك والتنجيم (1)..

الدكتور/ سعـدون بن حسـين الحمـداني

دبلوماسي سابق – الرئيس التنفيذي للأكاديمية الدولية للدبلوماسية والإتيكيت

 

فن الدبلوماسية وعلاقته بعلم الفلك والتنجيم (1)..

 

يتساءل الكثيرون ما علاقة فن الدبلوماسية بعلم الفلك والتنجيم ؟ وهل بعض الساسة على مختلف مسمياتهم والدبلوماسيون وكبار الشخصيات وغيرهم يعتمدون على علم الفلك والتنجيم في خططهم الاستراتيجية والتكتيكية؟وهل رجال الأعمال وبقية شرائح المجتمع من كل الجنسين مهتمون بعلم الفلك والتنجيم في تحركاتهم وسلوكهم اليومي وعواطفهم وعلاقاتهم مع الآخرين؟
والجواب هو بسيط جدا لهذه الاسئلة والإستفسارات بخصوص علاقة فن الدبلوماسية وتفرعاته بعلم الفلك والتنجيم.

في مقال اليوم نغوص في مفاهيم ونظريات وتاريخ علم الفلك والتنجيم على أمل أن نتطرق بالمقال القادم على علاقتهما بفن الدبلوماسية وكيفية إعتماد بعض من الرؤساء/ كبار القادة/الدبلوماسيين/ كبار الشخصيات/ وشرائح أخرى من الناس بعلم التنجيم والفلك في تحركاتهم وأهدافهم ، وبكل تأكيد فأن المستقبل لا يعرفه إلا الله سبحانه وتعالى.

في البداية نتعرف على مفهوم وتاريخ علم الفلك والتنجيم؛ علم الفلك يعرف بأنه مدار النجوم ويبحث في الأجرام العلوية وأحوالها بالإضافة إلى أنه يدرس الفيزياء الفلكية والذي يتعامل مع السلوك والعمليات الديناميكية للأجرام والظواهر السماوية وتأثيرها على سلوك البشر، ويدرس الفضاء الكوني ككل، وهو من أقدم العلوم الطبيعية التي درست منهجية السماء ودوران الكواكب والأقمار والنجوم والمجرات والمذنبات وعلاقتها بالأبراج وحياة وعواطف البشر.

قدمت حضارات البابليين واليونانيين والهنود والمصريين دراسات ونظريات متنوعة منها؛ علم القياسات الفلكية، والملاحة الفلكية، وعلم الفلك الرصدي، وصنع التقويمات، وعلم التنجيم.

اشتهرت بابل القديمة بعلم التنجيم بسبب وجود مكان الملكَيْن “هاروت وماروت” كما ذكرهما القرآن الكريم اللذين نزلا من السماء إلى الأرض، وهما موجودان في بئر في مدينة بابل الأثرية، وكان المنجمون يفسرون الظواهر بمختلف أنواعها مستندين إلى علم التنجيم وحركة الأبراج ومدار الكواكب.

خلال القرن الخامس قبل الميلاد، يعتمد الناس في حياتهم على دائرة بروجٍ مكونة من 12 برجاً يمتد كل منها على 30 درجة، وإذا كان البابليون قد أعطوا هذه البروج أسماءً لها دلالات معينة في حضارتهم، إلا أن الفضل في ربط النجوم بأحداث كوكب الأرض يعود إلى الكلدانيّين الذين اعتمدوا النجوم وحركاتها في تفسير ظواهر معينة، أو التنبؤ بأحداث مستقبلية أو كوارث طبيعية.

ويمكن القول إن بطليموس وهالي، ومن بعدهما نيوتن، ساهموا في تعزيز سطوة علم التنجيم من خلال ربط ما يجري على الأرض بالنجوم والكواكب، خصوصا الشمس والقمر وبقية الأبراج، فإن كان الاعتقاد السائد بأن المد والجزر بسبب حركة الأرض، فلا بد من أن تكون حظوظ الناس ومستقبل البلد بيد النجوم، والتي أيضاً تؤثر على صحة الانسان.

الفلك والتنجيم كانا يتعاملان كعلم واحد ولكن أخذا بالانفصال تدريجياً عن بعضهما البعض، وتحديداً في عصر التنوير (القرن الثامن عشر) وهو قرن الأفكار والعلوم الحديثة، وكان من ضمنها علم الفلك الذي اعتبر هو الأساس وعلم التنجيم يعمل من خلاله.

علم التنجيم يُعرّف بأنّه العلم الذي يدرس تأثير الأجرام السماوية والأجسام الكونية ومواقع النجوم والشمس والقمر والأبراج وتأثيرهم على حياة وسلوك وشخصية وصحة الإنسان، وبشكل عام يختلف علم التنجيم باختلاف الثقافة التي ينشأ من خلالها.

وينقسم علم التنجيم إلى ثلاثة أقسام رئيسية؛ هي :

1.علم التنجيم الدنيوي : هو العِلم الذي يتحقق من الأحداث العالمية والتنبؤ بالحروب والكوارث الطبيعية والاقتصادية وغيرها من الأمور.

2.علم التنجيم الاستجوابي : ويقوم هذا النوع من التنجيم على التنبؤ وتحليل حدث شخصي.

3.علم تنجيم الولادة : يقوم هذا النوع من التنجيم على التنبؤ والتحليل استناداً على تاريخ ولادة الشخص.

يؤكد بعض العلماء أن للقمر عند اكتماله تأثيراً مباشراً على السلوك الإنسانى، وجعله أكثر اضطرابا وميلا للعنف، ويؤثر على الحالة النفسية والمزاجية والعقلية للإنسان، والسبب في ذلك حالة المد وزيادة الدم التى ذكرها الأقدمون عند اكتمال القمر، وتأثير القوى الكهرومغناطيسية وقوى الجاذبية عند اشتدادها فى الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من الشهر القمري على الجهاز العصبي.

إن تأثير القمر والأبراج والأجرام السماوية القريبة من الأرض على صحة وسلوك الانسان واضحة جداً في منتصف كل شهر قمري، وأكدت البحوث العلمية الطبية أن النجوم والأبراج لها تأثير مباشر على سلوكيات البشر.

وبدأ المنجون يقتحمون أبواب السياسيين ورجال الأعمال وكبار الشخصيات بقراءة بعض من مفردات المستقبل استناداً الى حركة الكواكب.

 

* المصادر : الأبراج وصحة وسلوك الانسان.
د صبيح بن رحمان الساعدي/ دكتوراه بعلوم الفضاء والفلك.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى