أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

بـمـحـض إرادتـك !!..

الكاتب/ ماجد بن محمد الوهيبي

 

بـمـحـض إرادتـك !!..

 

وقفة مع عبارة بمحض إرادتك وربما قد يتساءل البعض لماذا هذه العبارة بالذات ؟!، لذا نقول بحمد الله وتوفيقه إن هناك الكثير من العبارات التي هي في أصلها عبارات حق ولكن أراد من أطلقها باطلاً كعبارة دعوا الخلق للخالق تبريرًا للإستمرار في الحرام وظلم الأنام، أي أنهم وظفوها في غير محلها، وخلاف توجهها ليستمروا في غيهم وباطلهم وظلمهم للعباد، والله لن يفلحوا ولن يسلموا وستكون هذه العبارات حجة عليهم، فتعالوا أيها الأحبة نتجول مع أحرف هذه العبارة حرفًا حرفًا، بعد هذه المقدمة لحاجةٍ في نفس الكاتب ، وقد ذكرنا هذه العبارة لتكون نموذجًا ومثالًا في الرد على أهل الفساد ومن يظلمون العباد، وستكون هذه الأحرف سِهامًا ترسل على من لا يخافون الله في حقوق العباد، وسنلقاهم بهذه العبارات أمام الله؛ يوم لا ينفعُ مال ولا فساد؛ إلا من تطهر من حقوق العباد، وعمل ليوم الميعاد، وتاب عن غيه، ورد الحقوق لأهلها فذلك هو الفلاح والرشاد.

وسنبدأ بالحرف الأول من هذه العبارة لنصنع من هذا الحرف منطلقا لعبارات المنطق وكلمات الحق، ويبدو أن هؤلاء لم يعتبروا ولم يتعظوا مما كان وفات، وقد ذكرنا من قبل عبارات ذكروها ليستمروا في ضلالهم، ومن ذلك، عبارة المسامح كريم وقد قلنا لهم ردوا المظالم والحقوق لأهلها ولا تتلبسوا بالظلم؛ ثم قولوا بعد ذلك المسامح كريم.

فإليكم حرف الصدارة من عبارة (بمحض إرادتك)، وهو حرف الباء من هذه العبارة ولننطلق من هذا الحرف؛ لنأخذ من هذه الكلمات العِبر والعظات، فبداية العبارات تكون :

بَئِسَت البطانة هذه الفئة الجشعة، وبَئِسَت السريرة التي تحوي بجوفها الخيانة، من نهب المال العام، والتلاعب بالدرجات وإعادة التعيين بهوس، ومنح العلاوات بالتوسط للأقارب والمعارف والزملاء في المكتب، وخدمة مقابل خدمة لأجل المصالح، وظلم أصحاب الحقوق، فما فائدة الجامعات والكليات والشهادات ثم تُرمى المؤهلات في سلة المهملات، واختلاق الأسباب للاستمرار في الظُلم، فهم يظلمونك ويتفنّنون في ظُلمك ثم يقولون لك كان ذلك (بمحض إرادتك).

حرف الميم:

مكرتم مكر أهل النفاق، وتجردتم من النخوة والأخلاق، ولم تكفكم بقاع الأرض كي تنهبوها جميعًا، وبلغت سمعتكم في النفاق الآفاق؛ فكان نطقكم (بمحض إرادتك).

حرف الحاء :

حياتك كم تطول أيها المسؤول من وزير وصاحب منصب وكلمة، وحسبنا الله عليك ونعم الوكيل يا أيها الوكيل، وأرسل الله عليك الأجرام والشهب الحوارق أيها المُدير العام لتفننك في ظلم الأنام وسعيك في الظلم والحرام؛ فكرسيك لن يبقى ومنصبك لن يدوم بل لله وحده البقاء والدوام، وأما أنتم يا رؤساء الأقسام فلا أهنأ الله لكم عيشاً ولا طاب لكم منام، وأنتم يا من تمارسون الظلم وتجحفون حقوق الأنام،  والذريعة هي (بمحض إرادتك).

حرف الضاد :

يا لُغة الضاد حَلّ بنا الظلم وانتشر الفساد، حسبنا الله ونعم الوكيل عليكم يا من تظلمون العباد، ضرٌ أنتم أيها الأوباش يا عُبّاد المال من الأعراب والأحباش، وخنجر مسمومٌ في خاصرة الوطن ينهب كل خيراته ولا يسكن فيه ولا يأكل ولا يشرب إلا بالبرخ (ببلاش)؛ أي دون مقابل، ورغم كل هذا تسمع منهم عبارة (بمحض إرادتك).

حرف الألف مع الهمزة أسفله:

إلا الظُلم يا أصحاب المناصب؛ إياكم ثم إياكم ثم إياكم والظلم، فإن الظُلم له تبعات وخيمةٌ قد تمحق البركة وتأتي بالويلات والمصائب، يا من تُطَوِّعون القانون لأجل مصالحكم، اعلموا أن الله يغلب كل غالب، ولا ينفعكم زخرف القول غرورًا ولا قول (بمحض إرادتك).

حرف الراء :

رُدّوا حق كل انسانٍ ظلمتموه، وكل شبرٍ من تراب هذه الأرض الطاهرة استوليتم عليه ونهبتموه بغير وجه حق، ولا تقولوا للمظلوم كان هذا الظلم (بمحض إرادتك).

حرف الألف:

اعلم يا أيها الإنسان أنك سوف تترك هذه الحياة الدنيا في يومٍ من الأيام وسوف تذبل وتزول، فعلام الظُلم يا من تقتاتون على ظُلم الأنام، وتتبعون سنن أسلافكم في الظُلم وتحثّون الخُطى في طريق الحرام، وحينما تريدون بخس الحقوق تقولون للمظلوم أنت جنيت على نفسك (بمحض إرادتك).

حرف الدال :

دامت راية العدل عالية خفّاقة، وزهق الباطلُ والظُلم؛ فالنفس المؤمنة دومًا للحقِ والخير توّاقة، لا تظلم الناس وتقول للواحد منهم؛ كان هذا (بمحض إرادتك).

حرف التاء :

توقّف عن الظُلم، فكيف تستبيح لنفسك الحرام، وتتلذذ بالجُرم، وإذا أردت بخس حق غيرك أنت ومن معك كتبتم للمظلوم كان هذا (بمحض إرادتك).

حرف الكاف :

كل ما اقترفته من أوزار تجده يوم يفر المرء من كل أحد؛ تَفَكَّر واعتبر وتأمَّل في كلامي هذا حينما يقول الله جل جلاله لمن الملك اليوم، وتأمَّل في قوله (الْيَوْمَ تُجْزَىٰ كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ ۚ لَا ظُلْمَ الْيَوْمَ ۚ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) الآية (17) من سورة غافر.

ماذا ستقول ؟، وماذا سترد ؟، وما هو عذرك ؟ تقول ظلمتُ غيري (بمحض إرادتي) وتودَّدْت لمن هو أعلى مني منزلة كي يرفعني؛ فبذلت له الرشاوى، وقدّمْت له الذبائح، ودعوته لمنزلي، وحصلت على أكثر من درجة وترقية في عام واحد، وأما لمن أريد ظلمه أقول له كان هذا (بمحض إرادتك).

والخُلاصة أن هذه العبارة ظُلِمَ بها الكثير من العباد فيما مضى، ولو فُتحت الملفات، ورُفعت هذه المظالم للمحاكم والقضاة؛ لأنصفوا من ظُلِموا بهذه العبارة التي تم من خلالها التغرير بكل موظف درس في الجامعات والكليات، لتجبرهم بعض الجهات الحكومية بتوقيع التَّعَهُّدات على عدم المطالبة بالدرجات نظير المؤهلات، وحينما يرفض التوقيع على ظلمه؛ يؤتى له بموظف ليقنعه؛ فيقال له وقّع على التَّعَهُّد الآن وطالب في المستقبل، وإلّا فاتك التعيين وخسرت الوظيفة، فباللهِ عليكم هل يوجد قانون في الأرض يجبر الموظف على ظلم نفسه ويتم خِداعَه بهذه الطريقة ليتم ظلمه في المستقبل، ليستحدثوا هم بعد ذلك القوانين والشروط الجديدة لتمنع المظلوم من المطالبة بحقه، وبالتالي يَظلموا بها الناس.

فما فائدة دراسة الموظف ؟! ولماذا تكفلت الدولة طوال تلك الفترة بتعليمه لتأتوا أنتم لتظلموه ؟! لقد حصل على المؤهلات والشهادات قبل تصنيفكم الوظيفي المستحدث والبائس الذي ظلمتم من خلاله الكثير من أصحاب الحقوق والمؤهلات، ورفعتم من أردتم بالوساطات والمحسوبيات، حتى من لا مؤهلات له ولا شهادات رفعتموه قبل أن تطبقوا نظام التصنيف الوظيفي، خرقتم له القوانين لترفعوه وتم الكثير من إعادة التعيين، وضاعفتم لمن أردتم  رفعه أضعاف الدرجات، والمظلوم الذي طالب بدرجته المستحقة على حسب مؤهله ظلمتموه؛ ظنًا منكم بأنكم انتصرتم عليه ولكن هيهات، ولو كان هناك متابعات من الجهات الرسمية في البلاد والرقابة على كل موظف ومسؤول في البلاد؛ لما ظُلِم أحد، ولما استشرى الفساد الذي أثقل كاهل البلاد وظُلِم به العباد، ولابد من تصحيح المسار بالنظر في هذه الأحداث، وارجاع المخصصات المالية من الدرجات والترقيات التي اُعطيت بغير وجه حق لموظف واحد خلال فترة وجيزة، وإنصاف أصحاب الحقوق والمؤهلات والأقدمية والخبرات، وهم الأحق من غيرهم من أهل الوساطات والمحسوبيات، ولعل كلامي يلقى صدىً وآذاناً صاغية وإذا طُبِّق شرع الله في أرضه، وأُعيد فرضُ صلاة الجمعة، وطُبِّقت الحدودُ من شرع الله، وطُبَّق فرضُ الزكاة، هنا ستستفيد الدولة من التخلص من الديون، وتلاشى العجزُ المالي لا من رفع تسعيرة الكهرباء، وخنق المواطن الفقير بالضرائب والغلاء وارتفاع الأسعار، وستنتهي مشاكل كثيرة من هموم المواطن، وأبرزها همُّ البحث عن العمل وتوظيف الكوادر الكثيرة، وإذا قُضي على الفساد سعدت البلاد وأُنْصِف العباد..

همسة قد تصل لغايتها، ودعاء لا يضل طريقه نحو ربه، والله سميع قريب.

نبدأُ بالهَـمْسةِ :

في كل جهة حكومية دائرة للشؤون القانونية يطوع من خلالها القانون لمخالفة القانون فبمن تمكرون ؟!.

وهل هناك رقابة عليكم وجهة تحاسبكم ؟!.

وإن تم هذا ولا أظن أنه سيتم فكيف وماذا تصنعون ؟!.

يا أصحاب القانون؛ الجواب معروف؛ ستأتون بقانونٍ يخرق القانون!!.

ونختم بالدعاء:

 اللهم عليك بالظلمة، واجعلهم لا يهنأون عيشهم، ولا يَقِرُّون في نومهم..

اللهم عليك بكل من تسبب لأي مظلوم؛ أن ترسل عليه جنود الهموم والغموم؛ يا حي يا قيوم..

اللهم اجعل طعامه في الدنيا قبل الآخرة الزقّوم يا من تجيب المضطر إذا دعاك وتنصر المظلوم..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى