أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

لن نحتاج للمطـبات بعـد التثـقـيف المـروري..

حـمـد بن سـالـم العـلـوي*

 

لن نحتاج للمطـبات بعـد التثـقـيف المـروري..

 

إن كاسرات السرعة (المطبات) أدخلت مؤخراً على شوارعنا، ففي السابق كانت المطبات موجودة في نفوس الناس، وليس لها وجود مطلقاً على الشوارع.

والذي أزعمه اليوم إذا نحن غرسنا ثقافة مرورية واعية في نفوس الناس، سنعود إلى النظام المروري القديم، حيث كان خلق وأدب الناس المروري يعلو على الرادع الخارجي، ونحن لا نستحدث جديداً إذ نعود إلى ماضينا الجميل في السياقة المثالية التي كنا عليها، وذلك في مطلع السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، فما بالنا نحن نتخلف والعالم يتقدم إلى الأمام، فكان حريٌّ بنا أن نكون اليوم أفضل من الأمس، وغداً هو أفضل الأفضل.

إن هذه المبالغة في نشر المطبات، ليس لها مثيل في أي بلد آخر، عدا من نظامه يشبه نظامنا المتمثل في استهتار السائقين، فتكاد لا تجد مسافة مائة متر بين المطب والمطب الآخر، وهذا الهدر في نشر المطبات، أصبح لا تحكمه ضوابط في التوزيع، ولا من حيث المسافة والضرورة، ولا حتى الارتفاعات أو الأهمية، وبعضها قد تحكمها وجاهة بعض الأشخاص، أو من له مقام رفيع كالمنصب الوظيفي مثلاً.

إن المطبات أو كاسرت الظهر؛ عفواً (السرعة) أصبحت ضرورية رغم ضررها الكبير، لكي تتصدى لخطر أكبر، وهي تمثل العلاجات بالكي، نظراً لمرارتها ولسعتها الحارقة في الحال والمال، فقد أمست المطبات رمزية لنظام المرور المحلي، وهذا قد يكون عقاباً لنا، لأننا كنا نشمتُ من كثرة المطبات في بلدان الجوار، فتحول الحال إلى داخل بلدنا (عُمان) والتي كانت مدعاة فخر في حسن إلتزام الناس بنظام المرور.

إذن، لن نكون ناجحين وجريئين في تقدمنا، إلا بالإقدام في اتخاذ القرار الحاسم، ولن نأتي بالأمر المستحيل، أو نصنع شيئا جديدا، فقط خطة تطويرية لنظام المرور، وأن نفتح بداية مدارس ومعاهد لتعليم نظام المرور وتثقيف الناس، ونركز على المعرفة والأخلاق قبل السياقة، وحتى من كان سائقاً ويكثر من الأخطاء، فيجب أن يُعاد للتعلم من جديد من خلال المدارس والمعاهد التي اقترحتها في الأسبوع الماضي، وهكذا دواليك حتى ننجز مشروع (تطوير نظام المرور)، وذلك بإلزام الناس بما ورد في قانون المرور العُماني ولائحته التنفيذية، وألا نكتفي فقط بضبط المخالفات، لأن ضبط المخالفات وحده غير كافٍ لتقليل المخاطر، لن يحل المشكلة المتفاقمة، وإذا نحن قمنا بهذا العمل، فإن الحوادث سوف تقل، وعمر السيارات سوف يكون أطول، وأموال الناس سوف يصرفونها في شيء مفيد.

– إعلم أخي السائق :
{إن السياقة : “فن، وذوق، وأخلاق” وأنت تعلم أن المركبة لا عقل لها ولا إرادة، بل عقلها بيد سائقها، وعليك أخي السائق؛ أن تتجنب أخطاء الآخرين، فخذ حاجتك من الطريق، واتركه آمناً لغيرك كونه ملك الجميع}.

* خبير في تخطيط حوادث المرور – مؤسس مركز طريق الأمانة لخدمة السلامة المرورية.

تعليق واحد

  1. اتفق معك، التثقيف هو الفريضة الغائبة في النهضة التنموية التي تشهدها البلد، وإن وجدت فهي على استحياء، في كل المفاصل الخدمية ينقصنا التثقيف والتوعية، مؤسسات المجتمع المدني لها دور حيوي في هذا الجانب، لكن الكثير منها تنتذر الإشهار وملفاتها قابعة في أدراج الموظفين.

    ولا اتفق معك في كون كثرة المطبات (وليس لها مثيل في أي بلد آخر) أنا سقت السيارة في بعض الدول الاوروبية، مثلا فرنسا وهولندا لن تستطيع السياقة في البلدات البعيدة نسبية عن العاصمة من كثرة المطبات ذات الاشكال والاحجام الغريبة.

    تحياتي

اترك رداً على حبيب بن عبدالله إلغاء الرد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى