أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

الإقليمية شعور بالهوية والعمل المشترك..

عـبـدالعـزيـز بـدر القـطان

مفكر وكاتب وقانوني كويتي

 

الإقليمية شعور بالهوية والعمل المشترك..

 

في العلاقات الدولية، يشير مصطلح الإقليمية إلى شعور مشترك بالهوية والغاية مقترناً بإنشاء مؤسسات ووضعها حد التطبيق لتعبر عن هوية معينة وتشكل أساس العمل المشترك ضمن منطقة جغرافية ما.

 ويعتبر هذا المصطلح واحد من العناصر الأساسية لنظام التجارة الدولية (جنباً إلى جنب مع العلاقات متعددة الأطراف والأحادية)، بدأت أولى أشكال المبادرات الإقليمية المتسقة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إلا أنهم لم ينجزوا سوى القليل، ما عدا في أوروبا الغربية مع ظهور السوق الأوروبية المشتركة. 

أيضاً، يطلق بعض المحللين على هذه المبادرات اسم الإقليمية القديمة، في أواخر ثمانينيات القرن الماضي، ظهر نوع جديد من التكامل الإقليمي أُطلق عليه اسم الإقليمية الجديدة ولا زال مستمراً حتى الآن، حيث ظهرت خلال العقدين الماضيين موجة جديدة من المبادرات السياسية الداعية إلى التكامل الإقليمي، كما انتشرت صفقات التجارة على مستوى الإقليم والثنائية بسرعة كبيرة بعد فشل جولة الدوحة للتنمية.

يمكن تصنيف الاتحاد الأوروبي على أنه ناتج عن الإقليمية حيث أن الفكرة الكامنة وراء تزايد هذه الهوية هي أنه عندما تصبح المنطقة متكاملة اقتصادياً أكثر، فإنها بالضرورة ستصبح متكاملة سياسياً أيضاً، يعتبر المثال الأوروبي صحيحاً تحت هذه الضوء، إذ أن الهيكل السياسي للاتحاد الأوروبي نما بعد أكثر من 40 سنة من التكامل الاقتصادي بين البلدان الأوروبية، كانت السوق الأوروبية المشتركة، وهي السلف الذي سبق الاتحاد الأوروبي، كياناً اقتصادياً بالكامل.

وعرّف جوزيف ناي المنطقة الدولية بكونها عدد محدود من الدول المترابطة من خلال علاقات جغرافية وعبر درجة من الاتكال المتبادل فيما بينها، والإقليمية (العالمية) بكونها تشكيل لجمعيات أو تجمعات بين الدول على أساس المناطق، إلا أن هذا التعريف لم يلقَ قبولاً بالإجماع، كما أشار بعض المحللين على سبيل المثال، إلى أن الوفرة في المنظمات الإقليمية التي بادرت الدول النامية بإنشائها لم تعزز النمو المتسارع لـ الإقليمية في العالم الثالث، وتعود مبادرات توثيق التكامل الإقليمي إلى ثمانينيات القرن التاسع عشر. بدأت أولى أشكال المبادرات الإقليمية المتسقة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي، إلا أن اهتماماً متجدداً بالمناطقية انبثق وأدى إلى الظهور السريع لنظام عالمي من الأقاليم بمتغيرات سياسية واقتصادية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى