أصداء وآراء

مبادرة الحزام والطريق تزدهر في الشرق الأوسط بالرغم من تهديدات “كوفيد-19”..

الإعـلامـيـة/ فـيـحـاء وانـغ – الصـيـن

 

مبادرة الحزام والطريق تزدهر في الشرق الأوسط بالرغم من تهديدات “كوفيد-19”..

 

مُلْقِياً بظلاله على العالم هذا العام، خنقت جائحة فايروس كورونا المستجد (كوفيد-19) تقريباً جميع الاقتصادات، وضيقت الخناق على جميع أنشطة الأعمال وخاصة التعاون العابر للحدود.

وعلى الرغم من ذلك، ففي الصحاري البعيدة وعلى طول الخليج، لم تتوقف جهود العمال الصينيّين وهم يعملون كتفاً بكتف مع الأصدقاء المحليّين في بناء مشروعات مختلفة تتعلق بالمعالم والطاقة والتقنيات.

وتضيء هذه المشروعات التي تنفذ في إطار مبادرة الحزام والطريق التي إقترحتها الصين، الظروف المعتمة، وتخلق مستقبلاً أكثر إشراقاً للمشاركين وللعلاقات بين الصين ودول الشرق الأوسط.

“نحن معجبون جداً بالتقنيات والأساليب القادمة من الصين”، هكذا قالت يارا، الطالبة في جامعة عين شمس بمصر، عند زيارتها موقع الإنشاء لمشروع في العاصمة الإدارية الجديدة تتولى تنفيذه شركة الصين الوطنية للإنشاءات الهندسية.

ويجري إنشاء المشروع الذي يقع على بعد 50 كم من شرق القاهرة على أيدي العمال الصينيّين والمصريّين، ويضم المشروع البرج الأيقوني الذي من المخطط أن يصل طوله إلى 385 متراً، والذي من المتوقع أن يكون أطول ناطحة سحاب في أفريقيا عند اكتماله، ومن المرشح أن يكون معلماً جديداً لمصر.

وأوضح إبراهيم سامي، الأستاذ في كلية الهندسة وعلوم المواد، بالجامعة الألمانية بالقاهرة، أن “البرج مشروع مذهل يقوم بتنفيذه فريق ممتاز”، معربا عن دهشته فور زيارته في أكتوبر

ومنذ ظهور أول حالة إصابة بـ”كوفيد-19″ في مصر في شهر فبراير، إتخذت شركة الصين الوطنية للإنشاءات الهندسية تدابير صارمة لمكافحة المرض لضمان السلامة في منطقة الإنشاء، حيث يطلب من جميع أفراد الطاقم والعمال ارتداء الكمامة والقفازات وإجراء اختبار درجات الحرارة بشكل دوري.

وتم حماية ما يقرب من 7 آلاف عامل يعيشون هناك من الإصابة بالمرض، وبعضهم يقول : إن “الوضع أكثر أماناً هنا”.

“بعد ما شهدناه، سوف يصبح اختيار البقاء والعمل على هذا المشروع أحد أجمل ذكرياتنا، إنني أصفه بالتضامن والأخوة، وأشكركم جميعا”، هكذا قال فانغ جيه مدير البناء في محطة هونوتلو لتوليد الطاقة الحرارية في تركيا في خطاب لزملائه.

تعد تركيا، أكثر دولة تضرراً بالجائحة في منطقة الشرق الأوسط مع تسجيل نحو مليوني حالة عدوى حتى الآن.

ورغم ذلك، إختار إجمالي 1831 من العاملين الصينيّين والأتراك البقاء ومواصلة العمل.

وبالإضافة إلى ذلك، توجه 455 فرداً من طاقم العمل الصيني، بعضهم لديهم أطفال حديثو الولادة أو تخرجوا حديثاً من المدرسة، إلى تركيا وانضموا إلى المشروع في أغسطس، من أجل تسريع عملية البناء، من دون النظر إلى المخاطر الصحية.

يعد مشروع هونوتلو الواقع في محافظة أضنة جنوب تركيا، بإجمالي استثمارات 1.7 مليار دولار أمريكي، من شركة شانغهاي للطاقة الكهربائية بشكل أساسي، أكبر مشروع صيني باستثمارات مباشرة في تركيا كما أنه مشروع رئيسي يربط مبادرة الحزام والطريق بـ”الممر الأوسط” التركية.

ويضم المشروع بناء محطة لتوليد الطاقة وموانئ مصممة خصيصا لنقل الفحم، ومن المتوقع أن تبلغ قدرته 1320 كيلووات في الساعة بعد الإنتهاء منه، وأن يولد تسعة مليارات كيلووات في الساعة كل عام مع التشغيل الكامل، بما يمثل حوالي ثلاثة في المائة من إجمالي إمدادات الكهرباء في أنحاء تركيا.

في الصحراء بجنوب شرق الأردن، يبني ما يربو على 2000 فرد بطاقم العمل الصيني محطة العطارات لتوليد الطاقة. ومن المتوقع أن تصبح أكبر محطة لتوليد الطاقة في الأردن بعد الانتهاء من بنائها، لتولد حوالي 15 في المائة من احتياجات البلاد للطاقة.

وقال لوه شيونغ دونغ المسؤول بمجموعة قوانغدونغ الهندسية الصينية لتوليد الطاقة التي تتولى بناء المشروع : إنه تم استئناف أعمال البناء تدريجيا منذ مطلع مايو، بعد تعليق دام لمدة شهرين بسبب تفشي كوفيد-19، مضيفا، أن الجائحة لم ترهب العمال الصينيّين، حتى عندما زاد الوضع سوءاً في الأردن خلال الأسابيع الماضية، ولكنهم واصلوا عملهم بتدابير وقائية عالية المستوى، للحفاظ على وعدهم.

واستطرد المسؤول، أنه سيتم إرسال مولد واحد تحت الإنشاء في نهاية هذا العام، وواحد آخر في العام المقبل.

وقال إبراهيم غرايبة الباحث في مركز الدراسات الاستراتيجية بالجامعة الأردنية : إن مبادرة الحزام والطريق والشعب الصيني ساعدا في إطلاق ودفع المشروع إلى الأمام، “ما خلق فرصاً هائلة للمملكة، التي تعتمد بشكل كبير على واردات الطاقة”.

كما حافظ طاقم عمل شركة هاربين إلكتريك الدولية المحدودة، في دولة الإمارات العربية المتحدة التي لها علاقات شراكة استراتيجية شاملة مع الصين، على وتيرة بناء محطة حاسيان لتوليد الكهرباء بالفحم النظيف.

حققت الشركة المحمية بتدابير صحة ونظافة عالية المستوى إنجازات مهمة، من بينها الاتصال بالشبكة لتوليد الطاقة، وفي بداية ديسمبر، بدأ المشروع تشغيله التجاري.

تعد محطة حاسيان، مشروعاً أساسياً يؤدي دوراً مهماً في دعم استراتيجية دبي للطاقة النظيفة 2050، حيث إنها أول مشروع استثماري بتمويل من الحزام والطريق في الشرق الأوسط، وستكون أول محطة لتوليد الطاقة بالفحم النظيف في الشرق الأوسط.

‫2 تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى