أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

كسر أو خَرق البروتوكول في الاستقبالات الرسميّة..

عـصام بن محمـود الرئيـسي

مدرب ومحاضر في البروتوكول والإتيكيت المؤسسي

 

كسر أو خَرق البروتوكول في الاستقبالات الرسميّة..

 

يعرف مصطلح خرق أو كسر البروتوكول الدبلوماسي المراسمي؛ بأنه الخروج عن السلوك الرسمي للإجراءات الثابتة المعتادة في المناسبات الرسمية، وهنالك العديد من ردود الأفعال تأتي من اختراق البروتوكول ليس فقط من الجانب الرسمي، وإنما أيضا من الجانب الشعبي، ويكون هناك نوع من الاستياء باعتبار أن البروتوكول هو بمثابة هيبة الدولة وسمعتها أمام العالم، وأي خلل فيه يعتبر فقدانا للهوية الوطنية، وفي الوقت نفسه هناك من المشاهد في كسر البروتوكولات ما تثير الإعجاب أحيانا في مواقف قد يكون فيها نوع من التواضع من قبل شخصيات معينة، ويتداولها المتابعون في التواصل الاجتماعي بإعجاب، وعادة لا تخرج تلك المشاهد عن إجراءات البروتوكول المراسمية الثابتة.

وتتزاحم وتتنافس عدسات المصورين حول السجادة الحمراء في المناسبات الرسمية، وترصد كل شاردة وواردة، وتغطي الحدث بكل تفاصيله تحقيقاً لمهامها الإعلامية المرسومة لكل وسيلة إعلام، وهذا أمر طبيعي، إلا أنه من غير الطبيعي أن هناك من العدسات التي تبحث لرصد أي خطأ مراسمي يقع فيه المنظمون أو أي حركة محرجة تصدر من شخصية رفيعة المستوى ويبحثون عنها، ليكشفوها في اليوم التالي على صفحات الأخبار في الجرائد والقنوات التلفزيونية، وهذا ما تبحث عنه وسائل الإعلام؛ حيث تتصدر أخبارها تلك المشاهد، وعادة تركز على المبالغة في حفاوة الاستقبال، وإذا تجاوز الحد الأدنى من حسن السلوك.

وكلما كان التقيد الدقيق بالبروتوكول وبطريقة صحيحة من قبل المنظمين، وكذلك من قبل الشخصيات المستهدفة من الاستقبال؛ كلما سلمت هذه الجهات والشخصيات من الانتقادات المختلفة ومن أذى عدسات المصورين التي لا ترحم، وهناك العديد من المشاهد العالمية والإقليمية التي رصدتها العدسات بمختلف أشكالها، وتناقلتها وسائل الإعلام، وأخذت منها سبقا صحفياً دعائياً من أجل الشهرة الإعلامية وزيادة متابعيها، على الرغم من أنه قد تُسيء وتزعج هذه المشاهد شخصيات بعينها، والتي قد تكون وردت منها هذه المشاهد بطريقة غير متعمدة أو صدرت منهم بطريقة لا إرادية.

يختلف البروتوكول الدبلوماسي من مجتمع إلى آخر، ويتغير مع تغير الزمن وتطور الحداثة والفكر الدبلوماسي، وأضيفت إليه العديد من الإجراءات المراسمية في بعض الدول تبعاً لقيمها وأعرافها، ولكن هناك بعض المبادئ الأساسية الثابتة التي لم تتغير مثل الأسبقية، وأشكال المراسلات بين الدول، وطبيعة الامتيازات والحصانات الدبلوماسية، والاحتفالات الرسمية للدولة، والتي لا يمكن إغفالها واختراقها؛ حيث إن معظمها تم اعتمادها تحت مظلة الاتفاقيات الدولية أو ضمن التشريعات الدستورية للدولة وأصبحت ملزمة للجميع.

من جانب آخر فإن قواعد المجاملة في التعامل الدّولي لا تختلف كثيرا عن قواعد المجاملة وحسن السلوك بين الأفراد، من حيث إنه ليس هناك حد أقصى لدرجة اللطف أو التهذيب، ولكن هناك حد أدنى لا يمكن تجاوزه من السلوك حتى لا يُسيء الى الطرف الآخر، لهذا يجب مراعاة ذلك حتى لا نقع في مصطلح خرق أو كسر البروتوكول.

متى يمكن خرق أو كسر البروتوكول ؟؟..

إن من ضمن الجوانب التي يمكن من خلالها كسر البروتوكول إذا تناقض مع الدين والقيم والصحة العامة؛ فالبروتوكول يسمح لنا اختراقه.

ويتمثل خرق البروتوكول غير المرغوب في جوانب عدة ومختلفة مثل :

– التأخير في الوصول للمناسبات الرسمية.

– التأخير في استقبال الضيف أو الضيوف.

– عدم توفير وسائل نقل تليق بمكانة الضيف.

– المشي بطريقة غير لائقة من قبل الشخصيات.

– الانحراف عند المسير المحدد من خلال السجادة الحمراء.

– عدم ارتداء الزي الرسمي المعتاد.

– المبالغة في حفاوة الاستقبال.

– عدم تجاوز الحد الأدنى من حسن السلوك.

– المصافحة الرسمية غير الصحيحة.

– التوقف والحديث المطول مع شخصيات بعينها أثناء مراسم الاستقبال الرسمية.

– رفع الصوت والضحكات المسموعة.

– سوء التعامل مع كبار الشخصيات.

– إيماءات لغة الجسد التي تترك انطباعًا سيئًا.

– استخدام الهاتف النقال أثناء مراسم الاستقبال الرسمية.

 

وعلى الخير نلتقي، وبالمحبة نرتقي..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى