أصداء وآراءبأقلام الكُتّاب

مهـارات التـواصـل مع الآخرين..

الدكـتـورة/ سـلـوى سـلـيـمـان

خبير تربوي ، واستشاري اكتشاف ورعاية موهوبين

 

مهـارات التـواصـل مع الآخرين..

 

“أهم شيء في التواصل مع الناس هو القدرة على سماع كل ما لا يقولونه”.
بيتر دراكر.

لأننا كائنات اجتماعية خُلقنا كي نتواصل من أجل ذواتنا، ولأننا في احتياج لبعضنا البعض فيظل رابط التواصل مستمراً لكي يلبي احتياجاتنا، ونميل جميعنا منذ أن خُلقنا إلى العيش مع من حولنا مكونين العديد من العلاقات الاجتماعية، ونعي تماماً أنه لن نستطيع العيش بمفردنا، فلم نخلق إلا لنعيش وسط جماعة، والعلاقات الاجتماعية تُعد الحياة بالنسبة لنا، وبدونها نموت، فإذا نجحنا فعلياً في تحقيق التواصل مع الآخر سوف نحظى بالسعادة التي ننشدها.

ومن هنا وجب علينا إزالة كل الحواجز من أجل تحقيق التفاهم الذي يعد فناً من فنون التعامل والتواصل مع الآخرين.

ومما لا شك فيه أننا عندما نتواصل مع الآخرين نستخدم سلوكيات إيجابية كثيرة، مهما كانت بسيطة كأن تسأل زميلك عن حاله أو تبتسم له؛ حينما يتحدث إليك، أو تمتدح تصرفاً قام به، أو تؤدي مهامك بدلاً عنه لعدم مقدرته القيام بها…

وكلما كان عندك ثقة بالنفس عند التواصل مع الآخرين؛ فسوف يكون ذلك بمكانة المغناطيس الذي يجذب الكثير من الناس للتعامل والتواصل معك، وينجذبون للأفكار التي تطرحها، حتى ولو كانت مألوفة، في حين قد يتجاهلون أفكاراً عبقريةً؛ فقط لأن من قدمها لا يمتلك ثقة كافية بنفسه وفكره.

ومما لا شك فيه أنه عندما تمتلك مهارات التواصل الفعال؛ سوف تتقبل ما يتم توجيهه لك بين نقد وتغذية راجعة، كما أنك لن تتوانى عن تقديم النصائح، والنقد البناء للآخرين.

وهناك فرق واضح بين التواصل العادي والتواصل الفعّال، حيث يتجلى هذا الفرق بمدى فعالية، وقوة التواصل مع الآخرين، سواء من خلال اللغة المنطوقة أو غير المنطوقة، وبالكاد يخلق التواصل الفعّال تفاهماً بين جميع الأطراف، وبالأحرى يجب أن يكون التفاهم، وتقبّل الآخرين هو الهدف الأساسي من التواصل، لا النزاع، ورفض الآخر؛ فعندما يبدأ الشخص تفهّماً للآخرين، واستماعاً جيّداً لهم حتى وإن كان لا يتفق معهم في بعض الأحيان، فإنه يستطيع أن يحرز تقدّماً في تعزيز هذه العلاقة أكثر، كما أنّه من شأن التفاهم الحد من حدوث المشاكل، أو النزاع المتكرر، أو تبادل الكلمات المسيئة التي قد تكون قاسية في بعض الأحيان، وغيرها من المشاكل الأخرى.

أخيراً..
الإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يحب التعامل مع الناس وأن يكون محبوباً، ووجوده مرحب به؛ فنحن نتواصل مع الآخرين لأننا نحب هذا، ولن نكون أناس أسوياء إلا إذا تواصلنا بفاعلية، فلا تدع ضجيج الحياة يقطع اتصالك بالآخرين حتى ولو كان اتصالاً صامتاً، لا يحوي كلمات؛ تستخدم خلاله لغة جسدك؛ تلك اللغة الأكثر تعبيراً على الإطلاق، ويؤكد ذلك “إميل سيوران” قائلاً : “إن التواصل الحقيقي بين الكائنات لا يتم إلا من خلال الحضور الصامت، عن طريق اللا تواصل الظاهر عن طريق التبادل الملغز، الخالي من الكلام…”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى